عمان – أحمد الطراونةيا حادي الركب والقوافل بين احتلالينوثورتين وضفتين ومنفى صاعدا أبدابين سعير وسدومتخرج إلى الناس شاهرا سيفافأبناء الأفاعي في الأنحاء والهواء......أيها المعلم وقد ظهرت كما يظهر الإمام وفتحت السردابوالأبواب، فمتى وكيف، تعود في الغياب.لا يستوي الذين يولدون ويموتونكأنهم ما كانوا...بهذه الكلمات المهداة إلى روح شيخ المناضلين بهجت أبو غربية افتتح رئيس رابطة الكتاب الأردنيين موفق محادين الحديث في الأمسية التي أقيمت في رابطة الكتاب مساء أول أمس وشارك فيها الكاتب عليان عليان، والكاتب احمد السعدي، والكاتب عبدالله حمودة، وأدارها الكاتبة هدى أبو غنيمة.وقال عليان عليان: إن أبو غربية أرخ لتجربته عبر مذكراته الموزعة على جزءين، الأول في خضم النضال العربي الفلسطيني من عام 1916 وحتى عام 1949، الذي صدر عام 1993، والجزء الثاني من النكبة حتى الانتفاضة من عام 1949 وحتى عام 2000 والذي صدر عام 2004 لكن هنالك الكثير لم يرد في هذه المذكرات ولم يأت على ذكرها تواضعا منه ما يستدعي من الذين عاصروه أن يضيفوا لهذه المذكرات شهادتهم في تجربة وحياة ومسلكية شيخ المناضلين.وقال عليان: لقد حقق أبو غربية رمزيته الاستثنائية الأولى وريادته الكفاحية قبل عام 1949 من خلال العديد من المواقف السياسية والفكرية والكفاحية الميدانية نذكر منها: أن رؤيته النضالية والسياسية القومية لم تكن غائمة أو عفوية بل استندت مبكرا إلى قراءة دقيقة لمخططات الاستعمار الواردة في تقرير لجنة «كامبل بانرمان» وتأكيده على ضرورة التصدي لها من خلال إستراتيجية قومية، ذلك التقرير الصادر عن مؤتمر للدول الاستعمارية عام 1907 والذي شخص الخطر القادم من الشرق على الدول الاستعمارية. وكيف وضعت الخطط الإستراتيجية والتي نبه لها أبو غربية مبكرا ووضع خططه لمواجهتها.وعد أبو غربية بحسب عليان أن معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور وكذلك صك الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1922 ما هي إلا ترجمة دقيقة لتوصيات تقرير كامبل.وأضاف عليان في سياق قراءته لتجربة أبو غربية النضالية أن دوره كمقاتل وقيادي صلب في صفوف الثورة الفلسطينية والكفاح الشعبي بكافة أشكاله اتضح له أن الثورات الفلسطينية وخاصة ثورة 1936 هي ثورة عموم الشعب الفلسطيني لكنه أوضح أنها لم تكن ثورة بالمعنى العلمي للثورة على أهميتها وعنفوانها، بل تقع في إطار حركة مقاومة شعبية مسلحة ناتجة عن رد فعل طبيعي للغزو الاستعماري الصهيوني وكذلك الحال بالنسبة للقتال الذي دار في فلسطين من (1947- 1949) .ويرى عليان أن أبو غربية تصدى بشراسة مع مختلف المناضلين للمؤامرات البريطانية وللجان التي كانت تبعث بها بريطانيا بعد كل ثورة لإجهاضها وتنفيس الحالة الاحتقانية لدى العرب وخلص إلى نتيجة مفادها أن كما يقول أبو غربية من خلال حواره مع صديقه المناضل عبدالقادر الحسيني :» إذا كان لمشروع التقسيم أن يمر فليمر بدون موافقتنا وعلى أجسادنا ولنحتفظ بحقنا الفلسطيني لأبنائنا والعرب عموما باسترداد وطننا، في ظروف غير الظروف التي نحياها الآن».ويشير عليان إلى قراءة أبو غربية الواضحة والواعية لمعسكر الأعداء حيث اعتبر ومنذ دخوله معترك النضال في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي أن بريطانيا هي العدو الرئيسي الذي يدعم اليهود بمختلف الوسائل لإقامة دولة لهم على ارض فلسطين. ويضيف عليان انه وفي ضوء ذلك عمل أبو غربية على تعبئة وتحريض الجماهير ضد بريطانيا كما انه اقترب من تصنيف الإقطاع كعدو وكأداة محلية بيد بريطانيا لضرب الثورة والتآمر عليها بعد أن شكل الإقطاع بدعم من النظام العربي الإقليمي آنذاك.واعتبر أحمد السعدي أن الحديث عن بهجت أبو غربية هو حديث عن القضية العربية، قضية الوطن العربي والأمة العربية، ومواجهة الاستعمارية على الوطن العربي بمحوريها التجزئة وإقامة القاعدة العسكرية «إسرائيل» على شكل دولة.وأضاف السعدي لقد شكل أبو غربية خط مواجهة قوي في مواجهة محوري التأمر على الوطن العربي، مضيفا أن رؤية أبو غربية للقضية العربية ترى أن هنالك مدرستان في مواجهة الهجمة الاستعمارية الصهيونية، مدرسة نوري السعيد أو المدرسة الذرائعية، ومدرسة الشعوب أو مدرسة التحرر الوطني والتي من انجازاتها طرد الجنرال كلوب وإنهاء المعاهدة البريطانية والكفاح ضد ايزنهاور وبروز قيادة عبدالناصر والوحدة بين سوريا ومصر.ويتحدث السعدي عن أن أبو غربية كان لديه قناعة بأن الطريق لتحرير فلسطين والقضاء على الكيان الصهيوني هو طريق الوحدة العربية لذلك أصبح من قيادات البعث العربي.ثم أعاد السعدي قراءة تاريخ أبو غربية مع منظمة التحرير الفلسطينية والذي يؤكد من خلالها أبو غربية انه كان متشدد إلى ابعد الحدود في التمسك بموقفه للحيلولة دون سيطرة قيادة(فتح) على منظمة التحرير الفلسطينية وناضل من أجل ذلك وهو ما ظهر جليا بعد ظهور مرحلة التسوية مع إسرائيل. عبدالله حمودة قال إن شيخ المناضلين وصل إلى قناعة كاملة بأن لا تعايش مع الصهيونية إما نحن وإما هم وان العدو الأساسي هو الانجليز والصهاينة ويؤكد في ثنايا كتابة في خضم النضال العربي أن الانجليز منذ أول يوم دخلوا فلسطين يعملون على تنفيذ مخططهم لقيام الدولة اليهودية.ويقول حمودة أن أبو غربية يؤكد في كتابه أن المخطط المعادي للثورة كان العمل على عزل الثورة عن محيطها العربي وجعل شرق الأردن منطقة عازلة لحصر الثورة ومنع شبان الأردن من الالتحاق بالثورة.واستشهد حمودة في عدد من المقولات والشهادات التي أوردها في سياق تأكيده على أن شيخ المناضلين اجتمعت على حبه كل الأطياف العربية وقدروا نشاطه النضالي والفكري، وأنه في سنواته الأخيرة كان يشارك في كل عمل عربي في الأردن مع الجماهير ومع مصالحها، ويقول حسب حمودة «أشارك ولا أقود.
رابطة الكتاب تؤبّن أبو غربية
12:00 28-2-2012
آخر تعديل :
الثلاثاء